يبتسم قليلًا، لا يغضب، لا يتأثر، لا يفرح بشدة، ولا يحزن بعمق.
تتحدث معه فتشعر كأنك تصطدم بجدار صامت.
تظن أحيانًا أنه لا يهتم، لكنه في الحقيقة ربما يخاف أن يشعر.
برود المشاعر لا يعني بالضرورة القسوة،
بل قد يكون رد فعل نفسي دفاعي ضد الألم،
حيث يختار العقل أن يُطفئ العاطفة كي لا ينكسر القلب مرة أخرى.
ما هو برود المشاعر في علم النفس؟
برود المشاعر أو “اللامبالاة العاطفية” هو حالة
يفقد فيها الإنسان قدرته على التفاعل الطبيعي مع الأحداث،
سواء كانت سعيدة أو حزينة.
قد يبدو هادئًا ومتزنًا، لكنه من الداخل يشعر بالخواء أو الانفصال عن ذاته.
هذه الحالة ليست دائمًا مرضًا،
بل أحيانًا تكون آلية بقاء نفسية لحماية الشخص من مشاعر مؤلمة أو ضغط نفسي متراكم.
🧠 محتاج جلسة نفسية أو استشارة متخصصة؟
احجز جلستك الآن مع أخصائيين موقع زاوية نفسية
تواصل معنا مباشرة على واتساب 👇
الأسباب النفسية وراء برود المشاعر
1. الصدمات العاطفية القديمة
عندما يمر الإنسان بتجارب مؤلمة — فشل عاطفي، خيانة، أو فقدان —
قد يقرر عقله اللاواعي أن “الإحساس خطر”،
فيبدأ بتقليل ردود الفعل العاطفية لحماية النفس من الألم.
2. التربية القائمة على الكبت
الطفل الذي يُقال له دائمًا “ما تبكيش”، “ما تزعلش”،
يتعلم أن المشاعر ضعف،
فيكبر وهو يدفن إحساسه بدل أن يعبّر عنه.
3. الإرهاق النفسي المزمن
عندما يُرهق الشخص من الضغوط المستمرة،
يصل إلى مرحلة يسمّيها علماء النفس التبلّد العاطفي (Emotional Numbness)،
وهي حالة من الانفصال عن الذات والعالم مؤقتًا كوسيلة راحة نفسية قسرية.
4. الاكتئاب الخفي
أحيانًا يبدو المصاب بالاكتئاب هادئًا لا يتأثر بشيء،
لكن هذا الهدوء ليس راحة،
بل فقدان قدرة على الإحساس بالفرح أو الحزن —
كأن المشاعر نفسها أصبحت بعيدة المنال.
5. الخوف من الضعف
بعض الأشخاص يتجنبون المشاعر لأنها تجعلهم يشعرون بالعجز.
يظنون أن القوة تعني الثبات الدائم،
فيكبتون مشاعرهم حتى يبدوا أقوياء،
لكن الثمن يكون عزلة داخلية مؤلمة.
كيف يبدو برود المشاعر في السلوك اليومي؟
- ردود فعل باردة أمام المواقف المؤثرة.
- صعوبة في التعبير عن الحب أو الحزن.
- تجنّب النقاشات العاطفية.
- شعور دائم بالفراغ الداخلي.
- قلة الاهتمام بالمناسبات أو الأخبار الشخصية.
- إحساس بأن المشاعر “مطفأة”.
قد يُخطئ الآخرون في فهم هذا السلوك على أنه جفاء،
لكن في كثير من الأحيان هو ألم متجمّد لا يُرى.
ما الفرق بين الهدوء النفسي وبرود المشاعر؟
الهدوء النفسي هو قدرة على الشعور دون أن تندفع،
أما برود المشاعر فهو انقطاع عن الإحساس تمامًا.
📰 موضوعات تهمك
«التخلّص من الاكتئاب»… دليل شامل لاستعادة توازنك النفسي من جديد
| الهدوء النفسي | برود المشاعر |
|---|---|
| يشعر ويتفاعل بهدوء. | لا يشعر ولا يتفاعل. |
| ناتج عن نضج ووعي. | ناتج عن كبت أو تعب نفسي. |
| يجعل الإنسان متوازنًا. | يجعل الإنسان منفصلًا عاطفيًا. |
كيف تتعامل مع نفسك إذا كنت تعاني من برود المشاعر؟
1. اعترف بمشكلتك دون خجل
قولك “أنا مش حاسس بحاجة” لا يعني أنك قاسٍ،
بل أنك محتاج تفهم نفسك أكثر.
الوعي أول خطوة للعلاج.
2. ابحث عن السبب لا العرض
هل أنت مرهق؟ مجروح؟ مكبوت منذ فترة طويلة؟
حاول تتبع أصل الجرح بدل أن تحكم على نفسك بالجمود.
3. اسمح لنفسك أن تشعر حتى لو بألم
المشاعر لا تقتل،
ما يؤلم هو إنكارها.
اسمح لنفسك بالبكاء، بالحزن، بالحنين —
فهي علامات شفاء لا ضعف.
4. تواصل مع أشخاص آمنين عاطفيًا
وجود من يسمعك دون حكم
قد يعيد الحياة إلى مشاعرك تدريجيًا.
العلاقات الصادقة علاج طبيعي لبرود الروح.
5. اطلب دعمًا نفسيًا متخصصًا عند الحاجة
أخصائي العلاج النفسي يساعدك على
تفكيك الجدار العاطفي الذي بناه عقلك بمرور السنوات.
العلاج ليس “ترفًا” بل استعادة لذاتك الحقيقية.
هل برود المشاعر دائم؟
لا، لكنه يحتاج صبرًا.
المشاعر لا تختفي، بل تختبئ خلف الخوف.
وحين تشعر بالأمان من جديد،
تعود لتتدفق بهدوء كأنها لم ترحل أبدًا.
خلاصة وتأمل نفسي
برود المشاعر ليس برود قلب،
بل قلب أرهقته التجارب فقرّر أن ينجو بالصمت.
وما يحتاجه ليس من يلومه،
بل من يمنحه دفئًا كافيًا ليذوب الجليد من حوله.
💭 تأمل ختامي: لا تصف من لا يشعر بالقسوة…
ربما هو فقط يتعافى بطريقته الهادئة من وجعٍ لم يُروَ لأحد.
🧠 زاوية نفسية — نساعدك تشوف حياتك من زاوية أهدأ وأعمق.
تابع أحدث المقالات النفسية والنصائح الحياتية على موقعنا دائمًا 💙
🧠 محتاج جلسة نفسية أو استشارة متخصصة؟
احجز جلستك الآن مع أخصائيين موقع زاوية نفسية
تواصل معنا مباشرة على واتساب 👇