هي مشاجرة أخرى تنتهي بالصمت الطويل.
تقول لنفسك: “هو السبب، هو المؤذي.”
بينما في الجهة الأخرى، يقول: “هي لا تفهمني، هي السبب في كل هذا.”
وفي النهاية، يغرق الاثنان في حلقة من الألم،
كل واحد يظن أنه الضحية الوحيدة.
لكن السؤال الأعمق هنا:
هل العلاقة السامة فعلًا تكون دائمًا من طرف واحد؟
أم أن كل طرف فيها يساهم بطريقة أو بأخرى في استمرار السُمّ؟
ما معنى العلاقة السامة؟
في علم النفس، تُعرَّف العلاقة السامة بأنها علاقة تستهلك طاقتك النفسية
وتُضعف إحساسك بذاتك، بدل أن تنميه.
قد تبدأ بشكل جميل، مليء بالحب والاهتمام،
ثم تتحول تدريجيًا إلى دائرة من السيطرة، اللوم، أو التلاعب العاطفي.
العلاقات السامة لا تُبنى على الكراهية فقط،
بل أحيانًا على الحب الممزوج بالخوف أو التعلق المريض.
🧠 محتاج جلسة نفسية أو استشارة متخصصة؟
احجز جلستك الآن مع أخصائيين موقع زاوية نفسية
تواصل معنا مباشرة على واتساب 👇
هل الشخص السام دائمًا هو “الآخر”؟
هنا تكمن المفارقة.
كثيرون يظنون أن الشخص السام هو “الطرف الآخر فقط”،
لكن الحقيقة أن العلاقة السامة تُخلق من ديناميكية بين طرفين،
حتى لو كان أحدهما أكثر ضررًا.
1. الشخص المسيطر
هو من يستخدم القوة، التهديد، أو العاطفة الزائدة للتحكم في الآخر.
لكن في المقابل، هناك من يسمح بهذا التحكم
من خلال الصمت، الخوف، أو الشعور بالذنب.
2. الشخص المتعلق
هو من لا يستطيع الانفصال رغم الألم،
يبرر الإساءة لأنه يخاف الفقد أو الوحدة.
هنا يكون الطرف الثاني سامًا بالفعل،
لكن استمرار العلاقة يعتمد أيضًا على موافقة غير واعية من الضحية.
لماذا نشارك دون وعي في العلاقات السامة؟
في داخل كل شخص جرح قديم،
قد يكون من الطفولة أو من تجربة حب سابقة.
هذا الجرح يجعلنا ننجذب إلى أشخاص يعيدون نفس النمط —
كأننا نحاول إصلاح الماضي من خلال علاقة جديدة.
مثلاً، من تربى في بيئة مليئة بالنقد،
قد ينجذب إلى شريك دائم الانتقاد،
لأنه يشعر بالراحة في المألوف، حتى لو كان مؤذيًا.
وهكذا، تصبح العلاقة السامة مرآة غير واعية لاحتياجاتنا المؤجلة.
علامات العلاقة السامة
- تشعر بالتوتر أو الخوف أغلب الوقت.
- تُحمَّل دائمًا مسؤولية كل خطأ.
- تفقد ثقتك بنفسك تدريجيًا.
- تتغير شخصيتك فقط لإرضاء الطرف الآخر.
- تشعر بالذنب عندما تفكر في الانسحاب.
- لا يوجد توازن في الأخذ والعطاء.
هذه العلامات لا تعني أنك ضعيف،
بل أنك عالق في دائرة نفسية تحتاج وعيًا للخروج منها.
هل يمكن أن يكون الطرفان سامين في نفس الوقت؟
نعم، في كثير من الحالات.
أحيانًا يتحول الألم إلى تبادل غير واعٍ للأذى.
الطرف الأول يجرح بالكلمات، والطرف الآخر يرد بالصمت أو الانتقام العاطفي.
كلٌّ منهما يحاول الدفاع عن نفسه، لكن النتيجة واحدة:
علاقة تنهار ببطء بينما يظن كل طرف أنه الضحية.
📰 موضوعات تهمك
«Nyctophilia معنى» لماذا يعشق البعض الليل؟ فهم الحالة النفسية المرتبطة بحب الظلام
أشكال المراهقة PDF.. فهم الأنماط المختلفة للمرحلة وفهم شخصية الأبناء
ابني المراهق لا يتحدث معي: كيف أستعيد جسور التواصل قبل أن يفوت الأوانفي هذه الحالة، لا يفيد البحث عن “من بدأ أولًا”،
بل الوعي بأن الاثنين بحاجة إلى شفاء داخلي،
قبل أن يبدآ في إصلاح العلاقة أو الانفصال عنها.
كيف تخرج من العلاقة السامة بوعي؟
1. اعترف أنك في علاقة غير صحية
الإنكار هو أكبر عائق أمام الشفاء.
قل لنفسك بصدق: “أنا أتأذى، وأحتاج حماية نفسي.”
2. توقف عن محاولة التغيير القسري للطرف الآخر
العلاقات السامة لا تُشفى بالإقناع،
بل بالحدود الواضحة والانسحاب الآمن عند اللزوم.
3. ضع حدودًا نفسية واضحة
قل “لا” عندما تحتاجها.
ليس من الأنانية أن تختار نفسك،
الأنانية هي أن تترك نفسك تُستهلك لتُرضي الآخرين.
4. اطلب المساعدة
التحدث مع معالج نفسي أو صديق حكيم
قد يفتح لك زاوية رؤية جديدة
تساعدك على فهم سبب بقائك في علاقة تؤذيك.
5. سامح نفسك
كثيرون يشعرون بالذنب لأنهم لم يغادروا مبكرًا،
لكن الحقيقة أن النضج يأتي بعد التجربة، لا قبلها.
العلاقات السامة ليست درسًا في الألم فقط، بل في الوعي
هي لحظة مواجهة بين من نظن أننا عليه، ومن نحن حقًا.
قد نخرج منها منهكين، لكننا نخرج أيضًا أكثر وعيًا وحدودنا أوضح.
فكل علاقة مؤذية هي مرآة تخبرك بشيء عن نفسك تحتاج أن تراه.
خلاصة وتأمل نفسي
العلاقات السامة لا تُقاس بكمية الأذى فقط،
بل بمدى فقدك لنفسك وأنت تحاول إنقاذ ما لا يُنقذ.
في النهاية، ليس المهم من كان السام،
بل أن تدرك متى تقول: “كفى.”
💭 تأمل ختامي: أحيانًا لا يكون الحل في البقاء أو الرحيل،
بل في أن تتوقف عن إيذاء نفسك باسم الحب.
🧠 زاوية نفسية — نساعدك تشوف حياتك من زاوية أهدأ وأعمق.
تابع أحدث المقالات النفسية والنصائح الحياتية على موقعنا دائمًا 💙
🧠 محتاج جلسة نفسية أو استشارة متخصصة؟
احجز جلستك الآن مع أخصائيين موقع زاوية نفسية
تواصل معنا مباشرة على واتساب 👇