في لحظةٍ ما قد تشعر أنَّ الواقع تغيّر من حولك، أو أنَّ ما تراه ليس ما يراه الآخرون، أو أنَّ صوتاً داخلياً بدأ يُسمع بلا مبرّر واضح…
قد يبدو هذا مشوّشاً، مخيفاً، أو حتى قاتماً — لكنه واقع يعيشه الكثيرون يومياً. ما نتحدّث عنه هنا ليس مجرد توتر عابر أو أزمة مؤقتة… بل هو ما يُعرَف بـ ”الاضطراب الذُهاني“.
في هذا المقال، سنغوص معاً في أعماق هذا الاضطراب: سنتعرّف إلى ما هو، لماذا يحدث، كيف نراه، وكيف يمكننا – كمجتمع وأفراد – أن نمد يد العون لمن يمرّ به. ففي النهاية، فهمنا هو أول خطوة نحو التعاطف والدعم.
1. ما هو الاضطراب الذُهاني؟
الاضطراب الذُهاني (Psychotic Disorder) هو حالة نفسية أو عصبية يفقد فيها الشخص – بشكل أو بآخر – القدرة على التفرقة بين ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي.
يُعرَف بظهور أحد أو أكثر من الأعراض التالية:
-
هلاوس (سماع أو رؤية ما ليس موجوداً)
-
ضلالات (أفكار مُستقرّة وخاطئة لا تتماشى مع الواقع)
-
تفكير مضطرب أو كلام غير مترابط
-
سلوك غريب أو انسحاب اجتماعي مفرط
هذا الاضطراب ليس مرضاً وحيداً بل يشمل عدة أشكال، منها الطويل الأمد ومنها المؤقت، ومنها الناتج عن أسباب عضوية أو تعاطي مواد.
2. لماذا نكتب عنه الآن؟ ولماذا “فيرال”؟
في عصر الإعلام الاجتماعي وتقلّب المعلومات بسرعة، بدأت قضايا الصحة النفسية تُطرح بشفافية أكبر، والاضطراب الذُهاني ليس استثناءً. قراءة هذا النوع من المقالات تزيد الوعي، تقلّل الوصمة، وتشجّع البحث عن المساعدة بدلاً من الإنكار أو التجاهل.
باستخدام عنوان جذّاب وكلمات مفتاحية مدروسة، يمكن لهذا المقال أن يُصل إلى عدد كبير من القرّاء – قد يكون أحدهم يبحث بصمت عن إجابة أو مخرج لحالة يعايشها أو يراها في شخص قريب.
3. علامات مبكرة لا تتجاهلها
قد تبدو الأعراض في بدايتها غير واضحة، وقد يُعزى بعضها (خطأً) إلى التوتر أو ضغط الحياة أو “مزاج سيّء”. لذا من المهم الانتباه إلى العلامات التالية المبكرة:
-
سماع أصوات لا يسمعها الآخرون أو رؤية ما لا يراه الآخرون
-
شعور بأن هناك من يراقبك أو يتآمر عليك (ضلال متابعة)
-
كلام غير مرتب، أو تغيير مفاجئ في الأسلوب أو المواضيع
-
سلوكيات تغيّرت فجأة: مثلاً ملابس غير مناسبة للمكان أو التصرف بطريقة مبالغ فيها
-
انسحاب من الأصدقاء، أو فقدان الاهتمام بأنشطة كانت تسعد الشخص
-
إهمال الذات: النوم، النظافة، الأكل تصبح أقل اهتماماً
من المفضل أن نُشير بأن وجود واحدة من هذه العلامات لا يعني بالضرورة الإصابة باضطراب ذُهاني، لكنها دعوة للتنبه ومراجعة اختصاصي نفسي.
4. الأسباب – لماذا يحدث الاضطراب الذُهاني؟
الأسباب متعددة وتتداخل، ولا يمكن دائماً تحديد سبب وحيد. من أبرز العوامل:
-
عوامل وراثية: وجود تاريخ أسري لاضطرابات ذهانية أو نفسية يزيد من الخطر.
-
كيمياء المخ: تغيّرات في النواقل العصبية مثل الدوبامين قد تلعب دوراً.
-
صدمات نفسية أو ضغوط شديدة: مثل فقدان شخص عزيز، أو حادث كبير، أو تغييرات جذرية في الحياة.
-
تعاطي المخدّرات أو بعض الأدوية: بعض المواد قد تسبّب أعراضاً ذهانية أو تُطلقها.
-
أمراض عضوية في الدماغ: مثل الالتهابات، الأورام، الصرع، أو نوبات دماغية.
فهمنا لهذه الأسباب يساعدنا ليس فقط على التشخيص والمساعدة، بل على الوقاية أيضاً.
5. أنواع الاضطراب الذُهاني
رغم أن التفاصيل التقنية للطّب النفسي قد تكون معقّدة، لكن يمكن تبسيط الأنواع كالتالي:
-
الفُصام (Schizophrenia): أحد أكثر الأنواع شهرة، عادة يظهر في مرحلة الشباب، ويُعرَف بأعراضه المستمرّة.
-
الاضطراب الفُصامي العاطفي: يجمع بين أعراض الفُصام واضطرابات المزاج (مثل الاكتئاب أو الهوس).
-
الذهان الوجيز (Brief Psychotic Disorder): نوبة ذهانية قصيرة مدتها أيام أو أسابيع، غالباً نتيجة لصدمة.
-
الذهان الناتج عن مادة / دواء: عندما يكون سبب الحالة تعاطي مادة أو تأثير دواء.
-
الذهان الناتج عن مرض عضوي: مثل أمراض المخ أو الإفرازات الهرمونية أو عدوى.
كل نوع يتطلّب نهجاً علاجياً مختلفاً بعض الشيء، لذا التشخيص الدقيق مهم.
6. كيف يتمّ التشخيص؟
التشخيص لا يتمّ بمفرده، بل عبر فريق مختص. الخطوات عادة تشمل:
-
مقابلة طبية ونفسية مع المريض (يقوم بها طبيب نفسي أو اختصاصي نفسي).
-
التأكد من وجود الأعراض الذهانية (هلاوس، ضلالات، التفكير غير المنطقي).
-
استبعاد الأسباب العضوية (فحص طبي، تخطيط دماغي، تحليل دمّ).
-
تقدير مدى الانعكاس على الحياة اليومية: هل العمل أو الدراسة أو العلاقات تأثّرت؟
-
في بعض الحالات: طلب صورـر مقطعية أو رنين مغناطيسي للتأكد من وجود تغيير عضوي.
التشخيص المبكر مهم جداً لبدء العلاج وتقليل المضاعفات.
💙 زاوية نفسية | الآن راحتك النفسية تستحق الاهتمام
في زاوية نفسية، نؤمن أن التوازن النفسي ليس ترفًا بل ضرورة للحياة الصحية. اقرأ المزيد من مقالاتنا لتكتشف نفسك من جديد وتتعلم كيف تتعامل مع العالم بسلام ووعي.
🌿 مقالات قد تُعجبك:
💬 هل مررت بتجربة مشابهة لموضوع اليوم؟ شاركنا رأيك في التعليقات، فكلمة منك قد تكون طوق نجاة لشخص آخر يقرأ الآن.
🎓 انضم إلى كورسات زاوية نفسية
استكشف كورساتنا النفسية المصمّمة لتمنحك أدوات عملية للهدوء، الثقة، والتحكم في مشاعرك.
- 💫 دليلك النفسي للهدوء وسط الفوضى
- 🌱 فن التعامل مع القلق والخوف بصمت
- ❤️ العلاقات الناضجة وحدود الحب الواعي
🌐 تابعنا دائمًا عبر موقعنا الرسمي www.zawianafsia.com — ابقَ على اتصال مع نفسك ومع عالمك الداخلي.