زاوية نفسية
  • الرئيسية
  • خدماتنا
  • عن زاوية نفسية
  • المدونة
  • كورسات
  • اتصل بنا
المدونة

عندما يتلاشى الواقع… فهم «الذهان عند المراهقين» وكيفية التعامل معه بلُطف وإنسانية

في البداية، دعونا نجعل المفهوم بسيطاً دون مصطلحات معقدة: الـ ذهان هو لحظة أو مجموعة لحظات يفقد فيها المراهق بعض الاتصال بالواقع، بمعنى أن أفكارَه، أو ما يراه، أو ما يسمعه، قد لا تتماشى مع ما يراه الآخرون. 

بواسطة فريق زاوية نفسية أكتوبر 9, 2025
بواسطة فريق زاوية نفسية أكتوبر 9, 2025
17

تخيّل أن ابنك أو ابنتك المراهق يعودان من المدرسة ويقولان: «لم يعد أحد يفهمني… أشعر أن الناس يتآمرون ضدي»، أو توقفا عن الكلام فجأة وشدّتهما فكرة أن أصواتًا تُهمس خلف الجدار. في هذه اللحظات، يبدأ الواقع في التشوُّش. هنا يظهر موضوع «الذهان عند المراهقين».
فهل هو مجرد تمرد أو تغير عابر؟ أم هو جرس إنذار نفسي يحتاج انتباهاً وعناية؟
عبر هذا المقال من زاوية نفسية، سنغوص معاً بشكل واضح وسهل في عالم الذهان عند المراهقين، نزيل الغموض، ونمنح الأُسر والمراهقين أدوات يداً بيد للوقوف بثقة أمام هذه التجربة.


ما هو الذهان؟ مسار مبسّط لفهم ما يحدث

في البداية، دعونا نجعل المفهوم بسيطاً دون مصطلحات معقدة:
الـ ذهان هو لحظة أو مجموعة لحظات يفقد فيها المراهق بعض الاتصال بالواقع، بمعنى أن أفكارَه، أو ما يراه، أو ما يسمعه، قد لا تتماشى مع ما يراه الآخرون. 
مثلاً: مراهق يقول إنه يسمع أصواتاً تهمسه أو يرى أن أصدقاءه يتآمرون عليه رغم عدم وجود دليل. هذا لا يعني دائماً اضطراباً خطيراً، لكنه بالتأكيد إشارة تحتاج إلى انتباه.
وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن أعراض الذهان تظهر غالباً في أواخر المراهقة أو أوائل البلوغ.
أي أنه ليس «تمرداً» عابراً فقط، بل قد يكون بداية لمسار قد يحتاج تدخلاً.


لماذا قد يحدث؟ العوامل التي تفتح الباب أمام الذهان

عوامل وراثية وبيولوجية

في بعض الحالات، وجود تاريخ عائلي لاضطرابات ذهانية أو بعض التغيرات البيولوجية في الدماغ يجعل المراهق أكثر عرضة.

عوامل بيئية وضغوط الحياة

– تجربة صدمة قوية أو فقدان شخص عزيز. 
– تعرّض لفترات طويلة من التوتر الشديد أو قلة النوم، أو تعاطٍ لمواد تؤثر على الدماغ.

هل تحتاج إلى استشارة نفسية؟

لا تتردد في التواصل معنا عبر الواتساب، وسنساعدك بخطوات عملية لاستعادة هدوءك واتزانك النفسي 🌿

تواصل عبر واتساب الآن 💬

عوامل المراهقة نفسها

التحولات الجسدية والنفسية في المراهقة تحتاج طاقة كبيرة، وقد تدفع نحو ضعف التحمّل أو تفجّر مشاعر يصعب التعبير عنها، ومن هنا قد يبدأ الذهان كمحاولة «هرب» من ضغط داخلي.

«أشعر أن رأسي لا يتوقف عن الصخب… كأن الأصوات تتزايد داخلي حتى لا أجد مكاناً آمناً» — مراهق يصف ما يشعر به.


كيف يتجسّد الذهان عند المراهقين؟ العلامات التي يجب أن نراها

تغيّرات في التفكير والإدراك

– أفكار مشوشة أو القفز من فكرة إلى أخرى بلا رابط منطقي. 
– معتقدات غريبة أو توهّمية: مثلاً «أنا المختار» أو «يخططون لي».
– هلوسات: يرى أو يسمع أشياء لا يراها الآخرون.

تغيّرات في السلوك والعاطفة

– انسحاب مفاجئ من الأصدقاء والأنشطة التي كان يُحبّها. 
– ضعف التحصيل الدراسي أو تراجع في العناية بالنظافة والمظهر.

أمثلة من الحياة اليومية

  1. مراهق كان يحب كرة القدم، فجأة توقّف عن الذهاب للتدريب، وبدأ يدّعي أن المدرب يحاول إيذاءه بكلام غير مرئي.

  2. فتاة صغيرة تكتب في مذكّرتها يومياً: «أصوات تقول لي أن أكره نفسي» وبدأت تقطع النوم وتقلّل أكلها.
    في كلّتا الحالتين، ما يبدو أولاً كتغيّر «عادي» يتحوّل إلى نداء لمساعدة نفسية.


لماذا التداخل المبكر مهم؟

التدخل المبكر عند ظهور أعراض «الذهان عند المراهقين» يمكن أن يحسّن بشكل كبير نتائج الحالة. فعندما تُكتشف العلامات في بدايتها، ومع الدعم النفسي والعلاجي المناسب، تزداد فرص استعادة التوازن.
لا يجب تأجيل الأمر أو ملامة المراهق، بل نحتاج لبيئة من الدفء والتفهّم، لأن التأخير قد يجعل الأمور تتعمّق أكثر.


ماذا يمكن أن نفعل؟ استراتيجيات دعم عمليّة

للأهل: شريكٌ لا مرفوض

  • ابدأ المحادثة بملاحظة هادئة: «لاحظت أنك تغيّرت… هل أحببت أن تخبرني؟».

  • تجنّب الاتهام أو النقد الشديد: «لماذا تفعل هذا؟ هل فقدت العقل؟» — بدلاً من ذلك: «أنا هنا معك، ولن تواجه الأمر وحدك».

  • راقب العلامات التي ذكرناها أعلاه، وسجّل تغيّرات كبيرة مثل السهر المستمر أو العزلة.

  • تواصل مع متخصص نفسي أو طبيب نفسي عند الحاجة. تذكّر أن «الذهان» ليس عيباً بل مشكلة صحية تستدعي الدعم.

للمراهق: أنت لست وحدك

  • اعترف بما تشعر به، حتى إن شعرت بالخجل. طلب المساعدة بداية شجاعة.

  • نمّ عادات نوم صحّية، وحاول الابتعاد عن تعاطٍ للمخدّرات أو كحول أو وسائل هرب غير صحّية.

    هل تحتاج إلى استشارة نفسية؟

    لا تتردد في التواصل معنا عبر الواتساب، وسنساعدك بخطوات عملية لاستعادة هدوءك واتزانك النفسي 🌿

    تواصل عبر واتساب الآن 💬
  • أعد نشاطاً كنت تحبه (رياضة، فن، موسيقى)، لأن التفاعل يُعيد التوازن.

  • نادِ بمساعدة عندما تصبح الأصوات أو الأفكار مُرعبة أو تُسيطر عليك.

نصائح يومية للكل

  • بيئة هادئة قدر الإمكان: قلّل التوتر في المنزل، وفر وقتاً للراحة.

  • تواصل اجتماعي متوازن: لا تسمح للعزلة أن تصبح مألوفة.

  • تعلُّم مهارات الاسترخاء أو التأمّل: خمس دقائق يومياً يمكن أن تفعل فرقاً.

  • حافظ على متابعة طبية نفسية إن وُجد تشخيص: الالتزام بالعلاج هو حجر الزاوية.


ماذا لا يجب أن نفعل؟ أخطاء شائعة يجب تجنّبها

  • القول: «إنه مجرّد مراهقة وسيزول». في بعض الحالات، قد ينتهي التغير تلقائياً، لكن تجاهله خطأ.

  • الضغط الشديد أو اللوم: «لماذا تفعل هذا؟»، «لن أنتظرك أكثر». هذا يزيد العزل.

  • تأجيل زيارة الطبيب حتى تصبح الأعراض شديدة: كلما تدخلنا مبكراً، كلما كانت النتائج أفضل.

  • الاعتماد فقط على الإنترنت أو الأصدقاء: المعلومات مهمة، لكن التشخيص والمتابعة المهنية هما الأساس.


خلاصة مُلهمة

في نهاية المطاف، «الذهان عند المراهقين» ليس حكماً نهائياً، بل هو نداء للتوقف، وإعادة ضبط العلاقة بين المراهق وواقعه، وبين العائلة والدعم. مع الوعي، والدعم، والعلاج المناسب، يمكننا أن نرسم مساراً للشفاء والنمو.

«المراهق الذي يشكّ في صوابه اليوم قد يكون الراشد الذي أشعّ بفضل اعتماده على المساندة غداً».
دعونا نحتضن التحدي بإنسانية، ونجعل التجربة نقطة انطلاق نحو أقوى version من الذات.


دعوة للتفاعل

هل تعرف مراهقاً مرّ بتجربة مشابهة؟ أو هل أنت مراهق وتودّ مشاركة ما شعرت به؟ شاركنا رأيك في التعليقات أدناه. تواصلنا معك هو أول خطوة نحو السلام النفسي.
وللمزيد من المقالات ذات الصلة، يمكنك زيارة:

  • مقالنا عن « كيف نُساعد المراهقين في توترهم اليومي »

  • مقالنا عن « قيم التواصل الأسري في دعم الصحة النفسية »

شكراً لك لأنك قرأت هذا المقال في زاوية نفسية؛ فمعاً نجمّل الفهم، ونمنح الأمل.

هل تحتاج إلى استشارة نفسية؟

لا تتردد في التواصل معنا عبر الواتساب، وسنساعدك بخطوات عملية لاستعادة هدوءك واتزانك النفسي 🌿

تواصل عبر واتساب الآن 💬

💙 زاوية نفسية | الآن راحتك النفسية تستحق الاهتمام

في زاوية نفسية، نؤمن أن التوازن النفسي ليس ترفًا بل ضرورة للحياة الصحية. اقرأ المزيد من مقالاتنا لتكتشف نفسك من جديد وتتعلم كيف تتعامل مع العالم بسلام ووعي.

🌿 مقالات قد تُعجبك:

  • 🧠 جاري تحميل اقتراحات المقالات...

💬 هل مررت بتجربة مشابهة لموضوع اليوم؟ شاركنا رأيك في التعليقات، فكلمة منك قد تكون طوق نجاة لشخص آخر يقرأ الآن.


🎓 انضم إلى كورسات زاوية نفسية

استكشف كورساتنا النفسية المصمّمة لتمنحك أدوات عملية للهدوء، الثقة، والتحكم في مشاعرك.

  • 💫 دليلك النفسي للهدوء وسط الفوضى
  • 🌱 فن التعامل مع القلق والخوف بصمت
  • ❤️ العلاقات الناضجة وحدود الحب الواعي

✨ احجز مكانك الآن ✨

🌐 تابعنا دائمًا عبر موقعنا الرسمي www.zawianafsia.com — ابقَ على اتصال مع نفسك ومع عالمك الداخلي.

اعراض الذعاناعراض الفصام الذهانيالاعراض المبكرة للفصامالأمراض النفسيةالذهانالذهان الذهان_المزمن الذهان_في_الاطفالالرهاب الاجتماعيالسالمالمراهقةالمرض النفسيالمصريينامراض الاطفال الجلديةأمراض الصيف عند الأطفالذهانسالي شاهينعلاج الذهانعلاج العقم عند الرجالموانع الرضاعة الطبيعية
0 "التعليقات" 0 FacebookTwitterPinterestEmail
فريق زاوية نفسية

previous post
حركة إخراج اللسان عند المرأة: هل هي عفوية بريئة أم رسالة نفسية خفية؟
next post
فن التعامل مع الزملاء في بيئة العمل: كيف تحافظ على راحتك النفسية دون أن تخسر علاقاتك؟

You may also like

الاضطرابات النفسية الخطيرة: أمراض العقل الصامتة التي تهدد الحياة دون أن نشعر!

أكتوبر 29, 2025

الكتمان: قوة نفسية أم آلية دفاع مدمّرة؟ متى يصبح الصمت عبئًا على...

أكتوبر 28, 2025

هل التسامح دايمًا هو الحل؟ ومتى يصبح استمرارًا للأذى؟

أكتوبر 28, 2025

هل الماضي يُنسى أم يعيش بداخلنا بشكل جديد.. علم النفس يجيب

أكتوبر 28, 2025

لماذا نخاف من الراحة أكثر من التعب؟ التحليل النفسي وراء ثقافة الإنجاز

أكتوبر 28, 2025

الغيرة: دليل حب أم رغبة في التملك؟ اكتشف الجانب النفسي الحقيقي

أكتوبر 28, 2025

التوتر المزمن: القاتل الصامت الذي يدمّر صحتك النفسية والجسدية

أكتوبر 28, 2025

ازاي تسيطر على أعصابك في الشغل من غير ما تفقد احترامك أو...

أكتوبر 25, 2025

🧠 هل ترك العادة يزيد الوزن؟ الحقيقة النفسية والعلمية الكاملة

أكتوبر 24, 2025

الاتفاق الآمن: كيف تتكلمين💬مع شريكك عن التفضيلات الجنسية بسلام

أكتوبر 23, 2025

Leave a Comment Cancel Reply

حفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامه في المرة المقبلة في تعليقي."

أخر الموضوعات

  • الاضطرابات النفسية الخطيرة: أمراض العقل الصامتة التي تهدد الحياة دون أن نشعر!
  • الكتمان: قوة نفسية أم آلية دفاع مدمّرة؟ متى يصبح الصمت عبئًا على صحتك النفسية
  • هل التسامح دايمًا هو الحل؟ ومتى يصبح استمرارًا للأذى؟
  • هل الماضي يُنسى أم يعيش بداخلنا بشكل جديد.. علم النفس يجيب
  • لماذا نخاف من الراحة أكثر من التعب؟ التحليل النفسي وراء ثقافة الإنجاز

التعليقات

لا توجد تعليقات للعرض.

تواصل

Facebook Twitter Instagram Pinterest Youtube Email

تريند

  • الاضطرابات النفسية الخطيرة: أمراض العقل الصامتة التي تهدد الحياة دون أن نشعر!

  • الكتمان: قوة نفسية أم آلية دفاع مدمّرة؟ متى يصبح الصمت عبئًا على صحتك النفسية

  • هل التسامح دايمًا هو الحل؟ ومتى يصبح استمرارًا للأذى؟

  • هل الماضي يُنسى أم يعيش بداخلنا بشكل جديد.. علم النفس يجيب

  • لماذا نخاف من الراحة أكثر من التعب؟ التحليل النفسي وراء ثقافة الإنجاز

  • Facebook
  • Twitter
  • Instagram
  • Pinterest
  • Youtube
  • Vimeo

@2019 - All Right Reserved. Designed and Developed by PenciDesign

زاوية نفسية
  • الرئيسية
  • خدماتنا
  • عن زاوية نفسية
  • المدونة
  • كورسات
  • اتصل بنا